الطب الشعوري: لغة الجسد والشفاء الداخلي

كثيرًا ما ننظر إلى الألم الجسدي على أنه مجرد عرض يحتاج إلى علاج خارجي، لكن الطب الشعوري، الذي تعمقت فيه عبير خلال دراستها في جامعة الخليج، يقدم منظورًا مختلفًا. هذا المجال يرى المشاعر والأعراض الجسدية كرسائل من الجسد، تحمل في طياتها دعوة للإصغاء والفهم بدلاً من الإنكار أو القمع.

الطب الشعوري يعتمد على فكرة أن الذكريات القديمة والصدمات غير المعالجة قد تتجسد في الجسد على شكل أعراض مثل الصداع، التعب المزمن، أو حتى الأمراض المزمنة. بدلاً من التركيز على العَرض وحده، يدعو هذا النهج إلى استكشاف الجذور العاطفية والنفسية لهذه الأعراض. فعلى سبيل المثال، قد يكون الألم المستمر في الكتف انعكاسًا لحمل عاطفي ثقيل لم يُعالج.

من خلال أدوات مثل التنفس الواعي، التأمل، وحوار الوعي، يتعلم الأفراد كيف يصغون إلى أجسادهم ويفكون شيفرات الرسائل التي تحملها. التنفس الواعي، على سبيل المثال، يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وخلق مساحة للتأمل في المشاعر المرتبطة بالألم. أما حوار الوعي فيتيح فرصة لاستكشاف القصص الداخلية التي قد تكون مرتبطة بالأعراض.

الطب الشعوري ليس مجرد علاج، بل هو فلسفة حياة تؤكد أن الشفاء الحقيقي يبدأ من الداخل. إنه يذكرنا بأن جسدنا ليس عدوًا، بل حليفًا يتحدث بلغة تستحق أن نصغي إليها بعناية.

رحلتي معك تبدأ من الداخل… حيث تبدأ كل البدايات الحقيقية